بالرغم من مزايا العمل الحر الكثيرة التي تجعل منه قراراً صائباً ،إلا أن هناك تحديات يجب معرفتها. في هذا المقال سنعرض أبرز تحديات العمل الحر.
عدم توفر مصدر ثابت للدخل
فالوظيفة التقليدية بالرغم من قيودها وإلتزاماتها المتعددة، إلا أنها توفر راتب معين يتقاضاه الموظف في مدة معينة. على عكس العمل الحر الذي تتفاوت فيه نسب الدخل من فترة لأخرى. ففرص العمل الحر غير ثابتة . قد تزيد تارة وقد تنقص تارة أخرى. فمهارات المستقل تتقاوت نسبة الطلب عليها من حين لآخر. فمصدر العمل الحر دخله غير مستقر وبالتالي الحياة المادية للمستقل غير مستقرة.
ارتباط الدخل بمقدار العمل
كلما زادت فرص المستقل في العمل عن بعد يزيد دخله وكذلك قلة الفرص أو تقصير المستقل في عمله سيؤثر سلباً على مصدر دخله.فالعمل الحر يحتاج إلى إلتزام ذاتي للشخص المستقل. في هذه الحالة على المستقل أن يكون على إتصال دائم بالعملاء المحتملين لضمان الحصول على فرص جديدة لتوفير مصدر دخل يبناسبه.
المنافسة في العمل الحر
فالعمل الحر تشند فيه المنافسة نظراً لوجود عدد كبير من المستقلين الذين لديهم مهارات موحدة وقادرون على القيام بالمشاريع المعروضة. وهذه المنافسة تكون صعبة وخصوصاً على المستقلين الجدد الذين يحاولون بناء اسم لهم في سوق العمل الحر. على المستقل في هذه الحالة أن يقلل من سعر ساعته أو المبلغ المطلوب مقابل الخدمة التي سيقدمها للحصول على فرص أكثر وبناء سمعته في السوق الحر.
عدم وجود جهة رسمية ينتمي إليها المستقل
فالمستقل يعمل لشخصه وهو مدير نفسه. مما يجعل أصحاب المشاريع يترددون في اعتماد المستقل نظراً لعدم وجود جهة مسؤولة عنه تضمن له الحصول على حقه في حال قصر المستقل في عمله فلا يستطيع ملاحقته. كمطور الويب المستقل الذي يعد صاحب المشروع بالدعم الفني المستمر لموقعه ولا يفي بوعده. فلا يوجد إلزام فعلي يجعله القيام بالدعم الفني . لذلك تجدهم يترددون أحياناً في التعامل مع المستقلين في مشاريعهم.
إنعدام مزايا العمل
حيث لا يوجد إجازات سنوية أو مرضية في العمل الحر. فهناك بعض المزايا المتوفرة في الوظيفة التقليدية ولا تتوفر في العمل الحر كتقاعد الضمان الإجتماعي والتأمين الصحي والعلاوات السنوية ومكافئة نهاية الخدمة وكذلك إجازة الأمومة بالنسبة للسيدات. فعلى الشخص أن يفكر جيداً قبل إتخاذ قرار ترك الوظيفة والتحول للعمل الحر.
تحمل تكاليف ونفقات التشغيل
فالشخص المستقل يتحمل كل تكاليف ونفقات التشغيل في العمل الحر. على عكس الوظيفة التقليدية التي توفر فيه الجهة المسؤولة لموظفيها كل نفقات التشغيل. وكذلك نفقات الصيانة للموارد المستخدمة في العمل. و في العمل الحر ، يشكل هذا عبئاً على المستقل حيث يثقل كاهله ويقلل من أرباحه.
صعوبة تنظيم أوقات الراحة والعمل الحر لبعض المستقلين
يجد بعض المستقلين صعوبة في تنظيم أوقاتهم والموازنة بين أوقات الراحة وأوقات العمل. على غرار العمل التقليدي الذي يكون فيه الوقت منظم ويُلزَم به كافة الموظفين. وكذلك تداخل العمل مع الحياة الشخصية للمستقل وقد يجد صعوبة في الفصل بينهما.
الارتباط الدائم بالعمل
فالمستقل يكون دائماً على إتصال بالإنترنت. ويتوقع التواصل مع أي عميل في أي وقت. وهو المسؤول عن تطوير أعماله وعن البحث عن العملاء وتنظيم العمل وتتبع طريقة الدفع وإدراة الوقت وتنظيمه. بمعنى آخر، فالمستقل يمثل جميع أفراد الشركة في آن واحد.
صعوبة التركيز في بعض الأحيان
وهذا يكون في حال وجود عوامل تشتيت الانتباه في البيت كالزيارات العائلية ووجود الأطفال. فبيئة العمل المناسبة للعمل الحر يجب أن تكون بعيدة عن العوامل التي تشتت الانتباه. وبالتالي يستطيع المستقل إنجاز عمله بكل تركيز وبالتالي تزيد الإنتاجية ويتم إنجاز المهام على أكمل وجه.
سوء فهم لمتطلبات المشروع أو خطأ في تقدير وقت إنجاز المشروع
قد يحدث سوء فهم بين المستقل وصاحب المشروع فلا يتم إنجاز المشروع بالشكل المطلوب. وقد يقدِر المستقل وقتاً لإنجاز المطلوب من مشروع يتطلب وقتاً أطول مما كان يعتقد المستقل. وفي كلتا الحالتين قد يخسر المستقل عملاءه .
الإنعزال
قد يكون الإنعزال ميزة لبعض الأشخاص الذين يفضلون إنجاز أعمالهم بمعزل عن الناس. ولكن غالباً الإنعزال غير محبذ لعدم وجود زملاء مقربين مشجعين على العمل. والانعزال عن الشركة أو الفريق قد يجعل الأشخاص الذين يحبون العمل بروح الفريق يفقدون حماسهم في العمل.
بعد كل ما تم ذكره من تحديات قد تواجه المستقلين في العمل الحر ومقارنة العمل الحر بالوظيفة التقليدية ، فلا تحديات تذكر. فلا شيء أشد وأخطر من البطالة وقتل الوقت دون فائدة. فعلى المستقل أن ينظر إلى مزايا العمل الحر قبل أن يفكر في تحدياتها. وكذلك عليه أن يتأقلم ويهييء نفسه لمواجهة التحديات والتغلب عليها حتى يكون ناجحاً في العمل الحر.