عندما تمتلك أو تدير كافيه، فأنت عليك مسئولية تحقيق أعلى مستويات الإنتاجية والجودة والخدمة داخل الكافيه. وذلك لتحقيق الهدف الأساسي من إنشائه، وهو تقديم تجربة لا مثيل لها تحفز العملاء والزوار للعودة مرارًا وتكرارًا لتناول ما يقدمه الكافيه. وبما ان مجال الكافيهات والمطاعم يتميز بالتنافسية الشديدة، فيجدر بك الانتباه إلى أكثر٤ أمور يبحث عنها زوار الكافيهات، ومن خلال هذا المقال سنقدم أهم تلك العوامل التي قد تؤثر على جماهيرية الكافيه والأرباح المحققة.
جودة الأصناف وتنافسية الأسعار
عند الاستمرار في الحفاظ على نفس الجودة المقدمة لعملائك، فذلك يدفعهم لتكرار المرور على الكافيه وتفضيله عن باقي الأماكن. وإن لم يحدث ذلك ستنخفض نسب الإقبال والمبيعات وعدم الاهتمام بما تقدمه من أصناف. ومن الأسباب المحتملة التي تسبب انخفاض الجودة المقدمة إلى ضيوفك وإهمال المراقبة من قبل المديرين على المطابخ، أو عدم كفاءة التواصل بين العملاء والمضيفين.
وللتغلب على تلك الاحتمالات يمكن للمديرين تعيين أفراد مختصة بالمتابعة والرقابة على مدى تحقيق و اتباع معايير الضيافة الموضوعة للتعامل مع العملاء من خلالها. أيضاً يقوم هؤلاء الأفراد بالتأكد من تحقيق معايير الصحة والسلامة الغذائية مع التأكد من المذاق المثالي للمنتجات المقدمة، فهناك قاعدة تقول : ” أن تصحح أخطاءك أفضل بكثير من أن يصححها لك زبائنك “.
وقد تتجه بعض الكافيهات الاحترافية إلى العمل على تنشيط وتحفيز خبرات العاملين في الكافيه من خلال تقديم تدريبات لهم. وتلك الخطوة قد تساعد في التعامل مع ضغط الطلبات وتذكر واستيعاب المعايير المتبعة، والالتزام بالمكونات المستخدمة. بالإضافة إلى ضرورة اكتساب شعور جميع العاملين بالكافيه أنهم في فريق واحد له نفس الهدف.
ويأتي ذلك مع ضرورة تناسب الأسعار لما تقدمه من أصناف، وأن تكون تنافسية حتى يبحث عنها العملاء دوماً. وتعتبر الأسعار التنافسية واحدة من أهم الاستراتيجيات التسويقية لجذب العملاء إلى الكافيه الخاص بك على المدى القصير.
الضيافة المثالية وتقديم المقترحات
تعتبر خدمات الضيافة للزوار جانب من أكثر الجوانب التي تحتاج إلى تنافسية. حيث عند تقديم تلك الخدمات للزوار بكفاءة ومرونة فسيكون ذلك مفيداً لأصحاب الكافيه وللعملاء القادمين إليه. ولتحقيق ذلك يجب أن تفكر في أفضل تجربة يمكن تقديمها للعملاء، فكر دوماً في الأمر من وجهة نظر العميل. وتشمل تلك الخدمات مراحل عدة منها الاستضافة وتدوين الطلبات والمتابعة ودفع الفاتورة.
والجدير بالذكر هنا أن تجارب الضيافة تلك تختلف من مكان لآخر. ولكن برغم تلك الاختلافات، هناك أطر ثابتة تحدد مدى جودة استضافة زوارك والتي تبدأ من الاستقبال والجلوس، حتي يكوّن زوارك انطباعاتهم المثالية بمجرد دخولهم إلى الكافيه، لذلك يجب الحرص على ألا يكون هناك صف انتظار طويل ومرهق عند الباب أو أية معوقات أخرى تفسد الجو.
كذلك يجب الحرص على إجلاس الضيوف في الأماكن المناسبة لأعدادهم أو المتفقة مع اختياراتهم. وبعدها يفضل الاهتمام بتسجيل الطلبات مع المشاركة في تقديم المقترحات والآراء المختلفة عند تحير الزائر. في الاختيار بدون إجباره على الاختيار. أيضاً يهتم العملاء وأدوات الطلب والتدوين التي تستخدمها، والتصميم الجذاب لقائمة الأصناف وتنظيم تقديم المشروبات ورفع الصحون والأكواب الفارغة.
المظهر الجذاب والعصري
قام عالم النفس البريطاني بجامعة أكسفورد، تشارلز سبينس، بإعداد تجربة عملية لقياس مدى تأثير تقديم الأطباق والمشروبات الجذابة على درجة استمتاع عملاءك بتجربة ما تقدمه. حيث قام بتقديم ٣ أطباق من نفس المنتج إلى ٦٠ شخص، وطلب منهم تقييم الأطباق مرتين، قبل التذوق وبعد التذوق، مع العلم أن تحضير هذه الأطباق كان من نفس المكونات والمقادير، ولكن يرجع الاختلاف بينهم إلى شكل الطبق وطريقة تقديمه إلى عينة المتذوقين.
وكان الطبق الأول مقدم وشكله غير منظم وجذاب، أما الطبق الثاني فقد كانت مكوناته مرتبة بانتظام، في حين أن الطبق الثالث تم تزيينه وتشكيله بتفنن شديد مع الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة فيه. وكما كان متوقعاً أن اهتمام المتذوقين بالطبق الثالث كان أكبر لأنهم كانوا يعتقدون أنه أكثر لذة، برغم أن جميع الأطباق تم تحضيرها بنفس وصفة التحضير والمكونات هذا بالإضافة إلى استغراقهم وقت أطول لتجربة تذوقه والاستمتاع بمكوناته.
وهذه التجربة تعكس مدي تأثير مظهر التقديم على العملاء. فعندما تكون هيئة وأسلوب تقديم الطبق أو المشروب مثالية وجذابة، فهذا يجذب العميل دوماً للقدوم إلى الكافيه أو المطعم وبالتالي تحقيق المزيد من الأرباح والحفاظ على القاعدة الجماهيرية وتوسيعها.
التعامل بودية مع الزوار
يفضل دوماً إضافة التجربة الإنسانية إلى تجربة التذوق التي يحصل عليها العملاء من خلال إظهار الود والتقرب من العملاء. ويبدأ ذلك منذ بداية دخول الزبائن للكافيه، من خلال القيام بالترحيب وإيجابية الحديث وحماسة التعبير.
هناك عدة انصائح يمكن اتباعها لتحقيق ذلك، أولها هي التعرف على ضيوف الكافيه بشكل شخصي وإدراك توجهاتهم نحو تجربة التذوق من خلال تسجيل الملاحظات بشكل مباشر أثناء تواجدهم. و أيضاً يمكن ذلك من خلال تسجيل وكتابة الآراء الشخصية المتكونة عن الكافيه بعد الانتهاء.
ثانياً، استمرار المتابعة إلى ما بعد مغادرة الكافيه، فعلى سبيل المثال إذا تسلم العميل رسالة هاتفية تنص على: ” أهلاً أستاذ …، لم تقم بزيارة الكافيه الخاص بنا من فترة كبيرة، لذلك نقدم لك عرض خاص قبل انتهاء الصيف، حيث يمكنك أن تحصل على خصم يصل إلى 40% من قيمة طلبك عندنا خلال هذا الشهر، نحن ننتظرك”.