مرت شركة ليجو بمرحلة عصيبة في أوائل عام 2000، وكانت قد أوشكت على الإفلاس بسبب مواجهة المنافسة الشرسة من المصانع الصينية. بالإضافة إلى انخفاض قيمة العملة الدنماركية مقابل الدولار في ذلك الوقت. لكن فى هذا المقال سنعرض كيف استطاع كنودستورب انتشال ليجومن الإفلاس والدمار بأفكاره الاقتصادية والإدارية الفريدة.
من هو مؤسس شركة ليجو
هو أوليه كيرك كريستيانسن Ole Kirk Kristiansen، الذي وُلد في عام 1891 في قرية من قرى الدنمارك . كان يعمل كريستيانسن نجاراً في الدنمارك، ويمتلك مستودع صغير يستخدمه لأعمال النجارة وبيع الأخشاب.
طريق الدخول إلى عالم الألعاب
بعد سيطرة أزمة الكساد العظيم على دولة الدنمارك في عام 1930، تدمرت الأوضاع الاقتصادية وتراجع الطلب العام شاملاً الطلب على الأثاث والمنتجات الخشبية. وذلك هو الدافع الذي جعل كريستيانسن يفكر في صناعة الأدوات المنزلية البسيطة والكراسي والألعاب الصغيرة وحصالات النقود من الأخشاب. واستخدم فيها الأخشاب الرخيصة وبقاياه التي يستطيع المزارعون البسطاء تحمل تكلفتها.
ومن هنا نشأت فكرة كريستيانسن لتصنيع ألعاب للأطفال تتكون من قطعة صغيرة من الخشب؛ على هيئة مجسمات البيوت والأثاث.
تاريخ تأسيس الشركة
وهكذا تأسست شركة ليجو في عام 1932، وعينت الشركة في البداية 10 موظفين فقط. وبعد عامين من التأسيس ، استعان كريستيانسن بموظفيه لاختيار اسم للشركة وتم اختيار اسم مبتكروهو ليجو LEGO، الذي تم اقتباسه من الكلمة الدنماركية Leg Godt، ألعب جيداً.
تميزت ألعاب شركة ليجو ببراعة التصميم وروعة ودقة التنفيذ. وتضمنت في البداية تشكيلة من السيارات والمراكب والطائرات والحافلات وبعدها أدخل ألعاب تركيب الحيوانات الخشبية. حيث قام بإنتاج أول بطة خشبية، وبمرور الوقت صارت تصميمات الألعاب أكثر تعقيداً وأصبح يأتي معها دليلاً مصوراً يرسمه كريستيانسن بنفسه.
وظلت جميع منتجات ليجو تُصنع من الخشب، حتى حدوث حريق 1942، الذي قضى على الشركة و المستودع والمصنع. لكن هذا لم يقف في طريق كريستيانسن حيث اقترض مبلغاً مالياً وشيد مصنعاً جديداً على أرض المستودع القديم . وبعدها أنشئ أول خط تجميع وبلغ عدد الموظفين في المبنى الجديد 40 موظفاً.
وفي عام 1949 عقب الحرب العالمية الثانية، بدأت الشركة في إنتاج قطع ألعاب بلاستيكية، رغم اعتراض كل من حوله على ذلك، بسبب تكلفة الإنتاج العالية جداً.
واستمرت الشركة في الإنتاج حتى وفاة كريستيانسن في عام 1958. ولكن لسوء حظ الشركة، حدث حريق آخر في عام 1960 وبعدها تم وقف تصنيع الألعاب الخشبية تمامًا، والتركيز فقط على إنتاج الألعاب البلاستيكية.
إنقاذ ليجو من الانهيار والإفلاس
خلال السبعينيات، حققت الشركة مبيعات كبيرة بعد إنفاقها مبلغاً كبيراً للدعاية والترويج عبر إعلانات التلفاز. حتى أوائل عام 2000، مرت شركة ليجو بفترة عصيبة جدًا كنتيجة لمشاكل متعلقة بمراقبة المخزون، ومحاولة الشركة دخول مجال ألعاب الفيديو، حتى أوشكت الشركة على الإفلاس. مما دفع ليجو للبيع بسعر التكلفة؛ لمحاولة التصدي للمنافسة الشرسة من المصانع الصينية، وانخفاض قيمة العملة الدنماركية مقابل الدولار.
واستمر ذلك حتى تم تعيين يورغن فيغ كنودستورب Jorgen Vig Knudstorp، الذي أثبت دهاءه ونظرته الثاقبة . حيث استطاع كنودستورب انتشال ليجو من الإفلاس، متخلياً عن الركائز التقليدية المعروفة لإدارة الأعمال. وظهر ذلك عندما أصدر أوامر بوقف خطوط الإنتاج غير الشعبية، للمساعدة فى التخفيف من الأزمة والتعزيز من قوة الشركة وانتعاشها.
وقد بدأت الشركة الاتجاه إلى استخدام نهج جديد تمامًا. حيث بدأت في إنتاج ألعاب المرتبطة بالأفلام العالمية المشهورة، مثل هاري بوتر، مما ساعد على إقبال المزيد من العملاء على العلامة التجارية، وأصبحت أقوى علامة تجارية في صناعة الألعاب.
وزادت مبيعات الشركة بشكل مبالغ فيه خلال الأعوام القليلة الماضية، مما دفعها للتوسع وزيادة عدد مصانعها في المكسيك والمجر والدنمارك.
ومؤخرًا جاءت ليجو في الصدارة على رأس القائمة في تصنيف وكالة Brand Finance كـ أكثر العلامات التجارية قيمة عالميا لعام 2017. حيث قُدرت قيمتها بـ 7.6 مليار دولار في ذلك الوقت. وبذلك أصبحت أقوى علامة تجارية في صناعة الألعاب.