يهدف هذا المقال لعرض قصة نجاح شركة آبل ، و كيف أقنع ستيف جوبز العالم بالآيفون. قال أدم جرانت في مقال كنبه في عدد مجلة مدرسة الأعمال بجامعة هارفارد “تكمن أسطورة ستيف جوبز في أنه غير حياتنا بقوة قناعاته، حيث يكمن مفتاح عظمته في قدرته على ثني العالم لرؤيته”…
نشأة ستيف جوبز وطفولته
وُلد ستيفن باول جوبز في فبراير عام ١٩٥٥ في مدينة سان فرانسيسكو، بولاية كاليفورنيا. وكان والداه طالبين في جامعة ويسكنسون فقاموا بعرضه للتبني بعد إنجابه ، وبعدها قامت أسرة باول جوبز وزوجته كلارا بقبول تبنيه. لم يتمكن جوبز من اكتشاف معلومات والديه البيولوجيين الحقيقيين إلا بعمر السابعة والعشرين.
شارك ستيفن أثناء طفولته والده في العمل في الإلكترونيات، فتعلم كيف يقوم بتجزئة الإلكترونيات وإعادة تركيبها مرة أخرى. ساهم ذلك فى اعطائه الثقة والبراعة والقدرات الميكانيكية ، وكان يتصف ستيفن دوماً بأنه على قدر عالٍ من الذكاء والتفكير.
التحق ستيفن بكلية ريد في بورتلاند ولاية أوريغون ، لكنه كان مفتقرا إلى وجود هدف يبقيه للاستكمال فيها مما أدى إلى خروجه من الجامعة، ليقضي باقي المدة في صفوف الابتكارات في المدرسة.
وفي عام 1974، بدأ ستيفن مشواره المهني بحصوله على وظيفة مصمم ألعاب فيديو في شركة أتاري Atari.
إطلاق شركة آبل
في عام 1979 قام ستيفن و ستيف وزنياك قاموا بإطلاق شركة آبل للحواسيب ، وكانت بداية الشركة من جراج عائلة جوبز. وقام وزنياك بتصميم “آبل١” وهي مجموعة من الحواسيب الشخصية البدائية سهلة الاستخدام، التي حققت مكاسب تقدر ب 774,000 دولار. وبعدها أطلقوا مجموعة “آبل٢” لتكون أبسط وأسهل والتي حققت زيادة %700 في المبيعات بعد ثلاث سنوات، لتصل المكاسب إلى 139 مليون دولار. و في عام 1982 أصبحت شركة آبل شركة مساهمة عامة، بقيمة تسويقية تصل إلى 1.2 مليار دولار.
عند طرح الآيفون في عام 2007 ، باعت الشركة 1.4 مليون هاتف خلال السنة الأولى من طرحه ، فشكل ذلك ثورة في عالم الهواتف والاتصالات.
علامة آبل التجارية الآن
ومؤخرا أظهرت شركة الاستشارات الدولية «إنتر براند» في تقرير أن شركة آبل تُعدُّ الشركة الأكثر قيمة في العالم، برأس مال 2.2 تريليون دولار. بالاضافة الى قيمة علامتها التجارية التي تصل إلى 482.2 مليار دولار. وتصدَّرت أبل قائمة العلامات التجارية الأكثر قيمة في العالم، وتليها مايكروسوفت بقيمة 278.3 مليار دولار، ثم أمازون بقيمة 275 مليار دولار، وجوجل بقيمة 252 مليار دولار وسامسونج بقيمة 88 مليار دولار.
استراتيجيات آبل المُقنعة في التسويق
لا عجب من دفاع مستخدمي أجهزة آبل والآيفون عن انفرادها كأقوى علامة تجارية للأجهزة الإلكترونية في التاريخ، حيث إنها استخدمت استراتيجيات تسويقية تعطي إيحاءً بأن منتجاتها مخصصة فقط للطبقة الأرقى ثقافياً واجتماعياً في العالم.
استراتيجية الرفاهية (The Luxury Strategy)
تلك الاستراتيجية استخدمتها شركة آبل لتخصيص منتجاتها للمستهلكين من الطبقة الراقية من المجتمع، لأن منتجاتها تتميز عن نظيراتها من العلامات الأخرى ب :
الكمية المعروضة من المنتجات محدودة للغاية.
صعوبة شراء منتجات آبل مقارنة بالشركات الأخرى.
السعر المرتفع الذي يناسب فقط ذوي الطبقات المُرفهة.
استراتيجية التسويق العكسي أو المضاد
تضم تلك الاستراتيجية عدة قوانين تسويقية تستخدمها شركة آبل للتسويق لمنتجاتها ، وسميت بأنها عكسية لأن معظمها ضد المنطق التسويقي . ولكن في الواقع سنجد أنها السبب في ارتفاع مبيعات الشركات ونمو القيمة السوقية للعديد منها. في هذا الجزء من المقال سنذكر الأهم من تلك القوانين وكيفية تأثيرها على العملية التسويقية.
عدم الاهتمام برغبات العملاء
يشير هذا القانون إلى عدم الاستماع لرغبات العملاء، فالمنتج الراقي لا يجب أن يتوقعه العملاء حتى لا يفقدوا انبهارهم ويتفاجؤوا بما هو أفضل. فإذا كان العميل يعاني من مشكلة ما، لا تسمع منه حلولاً ولكن اصنع أنت حلولاً بديلة مبدعة بدلاً من ذلك.
عدم تقليل التكلفة
حيث يجب أن تُظهر دوماً للعملاء بأن منتجاتك مكلفة لأنها منتجات راقية تناسب فئة معينة من الجمهور.
تجنب الاستجابة لزيادة الطلب
عند زيادة الطلب ، يجب ألا تزيد العرض حتى ينتظر الجمهور موعد إصدار المنتج بدلاً من توافره دائماً في الأسواق. ويظهر ذلك في منافذ هاتف آيفون المحدودة جداً ويمكن أن ترى كم الإقبال عليه في يوم الإصدار وكأنه احتفال كبير.
المنتجات غير متاحة أون لاين
من غير المنطقي أن تبيع قطعة أثرية أو منتج نفيس عبر الإنترنت. هكذا هي منتجات آبل لا تُطرح أون لاين إلا من خلال الوكلاء الرسميين فقط ، حيث يجب أن يتفحصها العميل بنفسه ليضمن جودتها.