هل تعلم أن المرأة هي المسيطر الأول على القرارات الخاصة بعملية التسوق والشراء بنسبة 85% سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ذلك بالإضافة إلى أنها تتحكم في حوالي 20 تريليون دولار كل سنة كنفقات استهلاكية وفقاً لتصريحات موقع Inc.com. فكل ذلك كان دافعاً لخبراء التسويق للبحث عن طرق واستراتيجيات تسمح للشركات وأصحاب الأعمال التجارية على مخاطبة المرأة بأفضل طريقة ممكنة و تحقق الأهداف التسويقية. و وفقاً لذلك ظهر نوع جديد من التسويق موجه نحو النساء يعرف بالتسويق الوردي. و يعود أصل تلك التسمية إلى اللون المميز للمرأة وهو اللون الوردي.
ما هو التسويق الوردي؟
التسويق الوردي هو التسويق الذي يستهدف المرأة كمشتري، وبالتالي يهدف في الأساس إلى فهم طريقة تفكيرها و كيفية تلبية احتياجاتها. ويتم فيه استخدام التقنيات التسويقية التي لها تأثير أكبر في المرأة أكثر من تأثيرها على الرجل. فطبيعة المرأة السيكولوجية تختلف عن الطبيعة السيكولوجية للرجل. مما يعني أن دوافع الشراء لدى المرأة مختلفة تماماً عن دوافع شراء الرجل. و كنتيجة لذلك يختلف السلوك الشرائي للجنسين بشكل ملحوظ.
فعلى سبيل المثال، قد ينظر الرجل إلى منتج ما على أنه مرتفع الثمن، وقد ترى المرأة نفس المنتج بأن سعره مناسب ﻷنه يلبي احتياجات معنوية لها والتي قد لا يراها الرجل في هذا المنتج. والجدير بالذكر أن السيدات تنفق نقود أكثر على التسوق من النقود التي ينفقها الرجل. و نظراً لتلك الاختلافات في السلوك الشرائي بين الرجل والمرأة تتطلب الأمر استخدام أساليب تسويقية مناسبة للمرأة. و تركز هذه الأساليب على كل جوانب المنتج من التصميم و الخواص و التغليف و اللون و السعر و الإعلانات الترويجية المستخدمة و غيرها الكثير.
كيفية التسويق إلى المرأة
إذا كنت تنوي توجيه حملاتك التسويقية إلى المرأة، فهناك بعض الخطوات الهامة التي ينبغي عليك وضعها في الاعتبار لنجاح ذلك التسويق:
حدد جمهورك من النساء بشكل دقيق
تمثل المرأة المليارات من الأشخاص اللاتي يتميزن بالاختلاف عن بعضهم البعض. لذلك يجب القيام بالتحديد بدقة من هم النساء المستهدفات وفقاً للعوامل الديموغرافية و الميول والاحتياجات. و عند تحديدهم بدقة يجب عرض منتجك بطريقة توضح مدى أهميته لهن والعمل على محاولة خلق ارتباط عاطفي بينهم وبين المنتج.
اجعل صيغة الكلام الموجه للمرأة إيجابية
أثبتت الأبحاث و الدراسات أن احتمالية أخذ المرأة لقرار الشراء تتضاعف عند مشاهدتها إعلانًا يعطيها دافعاً تشجيعياً. و عندها يمكن أن يتفاعل 80% من النساء مع الإعلان عن طريق عمل إعجاب ومشاركة وتعليق. و أوضح مثال على ذلك استخدام كلمات توحي للمرأة بأنها نشيطة أو قوية أو جميلة أو أي صفات إيجابية أخرى. ففي التسويق الوردي من الأفضل دوماً أن يتم التركيز على الجانب الإيجابي من أجل الحصول نتائج مرضية.
تواصل جيدا مع المرأة
من المؤسف أن كثيرا من النساء يشتكون من أن العديد من البائعين يتسمون بعدم اللطف والفظاظة. فالمرأة تهتم عند قيامها بشراء منتج ما ليس فقط بإتمام عملية الشراء بل أيضا بالتواصل الإنساني. لذلك يجب أن تركز جهود التسويق الوردي على التواصل بلطف مع النساء. و ينطبق ذلك على التواصل عن طريق جميع الوسائل التسويقية المختلفة بالطريقة التي تضمن تكوين روابط جيدة ومستمرة مع العميلات و تجعلهن أكثر ولاءً للعلامة التجارية.
تجنب خداع المرأة
كن حريصاً على أن تكون صادقًا في نصوص إعلاناتك من خلال استخدام معلومات حقيقية عن منتجاتك. ولا تمنحها وعوداً زائفة لأنه إذا كانت تجربة الشراء سلبية ستقوم بالتأكيد بتقييم منتجك سلبياً و ستنتشر تلك المراجعات السيئة بشكل سريع لتحذر من خلالها الآخرين.
فمن المثير للاهتمام أن النساء لديهن ذكاءً فطريا يساعدها على السعي إلى كشف بعض الأمور الغامضة. لذلك في أغلب الأحيان عند الشراء تستطيع المرأة التفرقة بين المنتج الجيد والمنتج السيء بمنتهى السهولة، لأنها تبحث جيدًا مراراً و تكراراً قبل اتخاذ القرار وتستغرق وقتًا طويلًا لذلك. حيث تشير الإحصائيات إلى أن 94٪ من النساء اللاتي يتراوح أعمارهن بين 15 و 35 سنة يقضين أكثر من ساعة في اليوم للتسوق عبر الإنترنت. علاوة على ذلك، من عادة المرأة أن تطلب رأي النساء الأخريات عن واقع تجربتهن الشخصية قبل أن تأخذ قرار شراء المنتج.