الحصول على فكرة مشروع ناجح أمر جيد، ولكنّ أغلب الناس يلجأون إلى التقليد؛ فقد أصبح التقليد في عالم المشاريع الصغيرة خاصة كما لو كانت عدوى.
فما إن يظهر مشروع ناجح حتى يتهافت كثيرون لتكراره في نفس المدينة وفي نفس الحي والشارع؛ ليسقط الجميع في النهاية..
وهذا بسبب فقر الثقافة الاستثمارية، وغياب القدرة على تحليل احتياجات المجتمع ؛لاكتشاف فكرة مشروع ناجح في السوق.
تعتبر الفكرة الجيدة والمناسبة هي وحدة بناء كل مشروع مربح.
وقد يدور في عقلك العديد من الأفكار التي يمكن أن تُنفذ -إذا أحسنت دراستها- إلى مشروع ناجح.
فمهما كان النشاط الذي ستختاره، تأكد من أنك تحب القيام به، وأن الآخرين على استعداد لدفع الثمن من أجل الحصول على منتجاتك أو خدماتك.
طرق الحصول على فكرة مشروع ناجح
سنقدم لك في هذه المقالة مجموعة من الطرق للحصول على فكرة مشروع ناجح يناسب مؤهلاتك و إمكانياتك:
حول هوايتك إلى مشروع
إن أنجح المشاريع هي تلك التي تبدأ بهواية تتطور وتصبح احترافاً، ومصدر إبداع لعمل مميز.
ويتطور إلى مشروع ناجح بالفعل يضع صاحبه من أصحاب المشاريع الناجحة.
ما يفسر النجاح المميز الذي تحققه بعض الأعمال التي تنطلق من هواية، هو أن الهواية دائما ما ترتبط بالشغف. والشغف هو ما يوقظك في الصباح، وهو ما يبقيك حريصاً على الاستمرار عند مواجهة النكسات والشكوك أثناء تقدمك.
وعندما ينتهي العمل أو تحدث له مشاكل؛ فالشغف هو ما يمنعك من الاستسلام والرجوع إلى الطريق الآمن الذي هو في صالحك.
وفر ما تحتاجه ولا تجده
هل بحثت عن منتج أو خدمة ولم تجدها في محيطك؟
حاول توفير ما كنت تحتاجه ووجدت صعوبة في إيجاده، فإحدى أشهر شركات طبع الأفلام في أوزبكستان
بدأها صاحبها عندما لم يجد محلا لطبع أفلامه، واليوم تساوي شركته ما يقرب من 100 مليـون دولار.
وأيضاً في منطقتنا العربية وفي إحدى الأمسيات وبينما كان الشيخ سعود بهوان في سلطنة عمان يتفقد أحد مشاريعه المرتبطة بالسيارات، وسأل أحد السائقين:
(ماذا عساي أن أفعل إذا تعطلت سيارتي وأصبحت في حاجة إلى المساعدة في الليل؟) فرد السائق ليس عليك إلا الانتظار حتى الصباح .
ولم تمر هذه الملاحظة على الشيخ سعود، وقرر إنشاء مراكز خدمات تعمل على مدار الساعة وطوال أيام السنة لإرضاء زبائنه.
والآن يمتلك إمبراطورية تشتمل على الآلاف من الموظفين، والمئات من الفروع، وملايين الأصناف.
حل المشكلة وتوقعها هو بداية فكرة مشروع ناجح
ابحث عن المشاكل وابحث عن الحلول بطريقتك، واسأل كل من حولك عن المشاكل اليومية التي تواجههم؛ فقد يشيرون عليك بأفكار جديدة.
الحاجة أم الاختراع؛ فاختراع وتسويق أغلب الأدوات المكتبية كان بسبب مشاكل واحتياجات تمس أعمال الموظفين اليومية.
إن البحث عن حل مشكلة سواء كانت كبيرة أو صغيرة؛ يعتبر أحد أسس الحصول على فكرة مشروع ناجح ومربح؛ فصغر حجم المشكلة لا يعني أنها ليست مربحة.
المشكلة الصغيرة التي يعاني منها خمسة أشخاص تعتبر صغيرة، لكن هل لا تزال صغيرة لو أن من يعاني منها ألف شخص أو أكثر ؟ بالطبع لا.
اختلف عن الآخرين
عندما تقدم شيئا مختلفا عما يقدمه الآخرون؛ سوف تستهدف شريحة من السوق تبحث عن هذا الاختلاف والتميز.
وهذا يعني أن السلعة أو الخدمة التي تقدمها يجب أن تكون فريدة، وأن تعرفها أنت وتعرِّفها لعملائك.
ونتائج هذه المغامرة لا تعترف بالحلول الوسط؛ فإما أن تنجح نجاحا باهرا أو تفشل فشلا ذريعا.
ابدأ من حيث انتهى الآخرون
يمكنك أن تستفيد من التقدم والتطورات التكنولوجية من حولك.
ففي الوقت الذي كان فيه التجار يورّدون أثاث المكاتب والتجهيزات البسيطة؛ أضاف عبد الرحمن الجريسي للأسواق السعودية مجال تقنيات المكاتب وتجهيزها.
حيث بدأ بمبلغ 40 ألف ريال، واختار التركيز في مجال تقنيات المعلومات والشبكات الكمبيوترية.
فمن بداية بسيطة؛ حيث كان يعمل معه شخص واحد فقط، أصبح يعمل في شركاته أكثر من خمسة آلاف موظف وعامل منهم أربعة آلاف موظف يعملون في مجال التقنية.
ابحث عن الأسواق الناشئة
ابدأ في الأسواق الجديدة التي لم يلتفت إليها الكبار، ولا تنس أن هؤلاء الكبار بدأوا صغارا. إذا اكتشفت ثغرة في السوق فأمامك فكرة مشروع ناجح دون منافسة.
فهناك رفيق الحريري – رحمه الله – الذي وافق على تحدٍّ فيه الكثير من المغامرة من خلال اشتراكه مع شركة “أوجيه” الفرنسية
في إنشاء فندق في الطائف ، في فترة تسعة أشهر ، بعد ان اعتذرت شركات كبرى عن قبول هذا التحدي في حينه.
ليحقق أول انجازاته الكبرى ويؤسس بعدها “سعودي أوجيه” وينطلق ليصبح رجل أعمال ناجح.
حسن ما يقدمه الآخرون
يعتبر هذا مدخلا بديلا عن ابتكار أفكار جديدة؛ فشركة (سنجر) مثلا لم تخترع ماكينة الخياطة، ولكنها أضافت إليها تطوير الحركة الميكانيكية بالرجل بدلا من اليد.
ابتكر فكرة مشروع ناجح تكون جديدة
يمكن الحصول على فكرة مشروع من خلال أفكار ابتكارية؛ فهناك دائما حلول للمشكلات، لكنها في الغالب تكون تقليدية لا جديد فيها.
لذلك فالمشروع الابتكاري يقوم على تقديم حلول جديدة مقترحة لمشكلات قائمة في جانب من جوانب الحياة.
أمثلة كثيرة يمكن أن تضرب في هذا الصدد منها مثلا : حاملة مسامير يستعملها البناؤون المقاولون والنجارون عند دق المسامير في الخشب والبناء عموما.
إنها مجرد قطعة بلاستيكية تغنيك عن الأصبعين الذين يحملان المسامير أثناء دقها بالمطرقة.
يوضع مسمار في طرفها بينما يمسك البنّاء بالطرف الثاني؛ فتسهل عليه عملية دق المسامير بأمان تام، دون أن يؤذي أصبعيه.
هذا الابتكار هو مجرد فكرة يسيرة، لكنها عبقرية في الوقت ذاته، إذ تنطوي على خطوة فيها حل جذري لمشكلة عويصة تواجه الناس في حياتهم اليومية باستمرار.
فمن منا لا يخشى من دقة المطرقة على أصبعيه؛ إذن فهي خطوة ابتكارية قدمت حلا بمنتج جديد ابتداء في قطاع صناعي محدد.
وقد تحقق بالفعل، وكان من أهم الابتكارات في معارض بريطانيا، وغيرها من الأمثلة الكثيرة .
البيع من خلال المتاجر المشهورة
إذا كنت ترغب في دخول عالم التجارة الإلكترونية، ولكن لا تملك الوقت أو الجهد الكافيين لإنشاء متجر إلكتروني.
والتسويق للمنتجات على المنصات الاجتماعية وعبر الحملات الإعلانية.
فتعد في هذه الحالة منصات التجارة الإلكترونية الجاهزة التي تحظى بكثافة في عدد الزيارات حلاً تقنياً مناسب لك.
كل ما عليك فعله هو شراء المنتجات التي ستتاجر فيها بكميات صغيرة، ثم بيعها مقابل عمولة عبر مواقع مختلفة مثل: (أمازون وسوق).
إنشاء مدونة شخصية هي فكرة مشروع ناجح
نظراً لبساطة هذه الفكرة قد يراها البعض غير مربحة، غير أن الحقيقة على خلاف ذلك تماماً.
فإنشاء مدونة والربح منها يتطلب بذل مجهود كبير ويثمر أرباحاً وفيرة بمرور الوقت.
ختاماً على ما سبق
عندما تلمع في ذهنك فكرة مشروع ناجح؛ قم بتدوينها ودعها في رأسك فترة لتكتمل كل جوانبها، وافتح عقلك على كل الاحتمالات.
ليس عليك أن تركض وتتسرع مع أول فكرة عمل تأتي بها، ولكن عليك أن تكتشف الفكرة الملائمة لمهاراتك ورغباتك أولًا.
احلم ثم فكر ثم خطط ثم ابدأ في التنفيذ وصناعة مستقبلك.
وإذا كنت متحمساً لتقليد فكرة مشروع ناجح؛ فعلى الأقل ابدأ من حيث انتهى الآخرون بالتطوير والتحسين.