أصبحت المطاعم السحابية مؤخراً حلاً مثالياً للتعامل مع العقبات والحواجز التي فرضها وباء فيروس كوفيد 19. حيث أثرت حالات الإغلاق والحظر سلبياً على عمل قطاع المطاعم، ودفع ذلك ازدياد الطلب على خدمات التوصيل. أشارت أبحاث حديثة إلى ارتفاع طلبات توصيل الطعام بأكثر من 150٪ من 2019 إلى 2020. مما دفع العديد من أصحاب الأعمال للجوء لخيار المطابخ السحابية كحل استثماري تجاري مربح في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
ما هو المطعم السحابي
المطاعم السحابية (Cloud Kitchens) هي مطاعم للتوصيل فقط من دون وجود مساحة أو أماكن مناسبة لتناول الطعام. فهي مطاعم تعمل فقط على توصيل طلبات الطعام . وتقوم فكرة المطاعم السحابية على استئجار منشأة بشكل فردي أو بالاشتراك مع علامة أو عدة علامات تجارية أخرى، للمشاركة في إعداد قائمة طلبات طعام خارجية يتم توصيلها من خلال مندوبي التوصيل. لذلك فهي تتميز بتكاليفها المنخفضة من حيث العمالة والتشغيل والديكور وغيرها، وبالتالي هذا يساعد في تقديم أسعار أفضل للزبائن.
مدى انتشار المطاعم السحابية في المطاعم السحابية
مؤخرا ازدهرت المطاعم السحابية بشكل سريع، وبدأ انتشارها في الإمارات ثم إلى أجزاء أخرى في الوطن العربي. حيث ظهرت عدة شركات ناشئة تقدم حلولًا تقنية للمطاعم السحابية القائمة مثل Ikcon في دبي والتي استحوذت عليها Reef Technologies، وشركة Kitopi التي حصلت على تمويل بقيمة 415 مليون دولار أمريكي في جولة تمويلية بقيادة Softbank.
أيضاً في مصر اشتهرت شركتا طلبات Talabat وElmenus في قطاع توصيل الطعام. أيضاً شركة Food Nation من الشركات الرائدة في مصر، التي أطلقت نشاطها في القاهرة في عام 2020 وأسست أول مطبخ سحابي لها يستوعب 35 علامة تجارية مختلفة. تعمل شركة Food Nationبدعم من شركة Tivoli Dome وهي قاعة طعام في منطقة مصر الجديدة، وتقدم مساحات مطابخ ذكية مصممة خصيصًا للمطاعم السحابية القائمة على توصيل الطلبات فقط.
آليات عمل المطاعم السحابية
من أهم الشروط التي يجب توافرها في عمل المطعم السحابي هي السرعة والسهولة ، حيث يجب على العاملين في هذا المجال الالتزام بهذين الشرطين عند تحضير قائمة الطعام الخاصة بالمطعم السحابي، بالإضافة إلى التأكد أن الطلب بحالة ممتازة ونفس الجودة عند وصوله للعميل.
تعتمد المطاعم السحابية على تطبيقات التوصيل المتاحة على الهواتف الذكية للجميع، مثل طلبات وكريم و اوبر و ديليفرو، أي توظيف التكنولوجيا في المطبخ. أيضا يجب الأخذ في الاعتبار فهم الصنف الأكثر مبيعا، وأماكن شعبية كل منتج، والأوقات التي يكثر الطلب فيها. فعلى سبيل المثال، إذا تبين أنه هناك ضغط في الطلب على وجبة الشاورما في فترة ما بعد الظهر بالقرب من الجامعات، فهنا يستغل العاملون في المطعم السحابي ذلك وتعديل عملياتهم وفقًا لذلك. أيضاً ينطبق هذا على القوائم الموسمية مثل قوائم الأعياد ورمضان وغيرها.
لماذا تعتبر المطاعم السحابية الخيار الأمثل؟
١. تقليل التكلفة العقارية
تعتبر تلك الميزة هي أكبر ميزات المطعم السحابي بالنسبة لأصحاب الأعمال. فالمطعم السحابي يساعد على التخلص من الكثير من النفقات مثل تأجير وشراء مساحة للمطعم، وطاولات الطعام، والكراسي، وأدوات المائدة، وتجهيزات الإضاءة والكهرباء ، ويتبقى فقط النفقات اللازمة لنفقات طاقم الطهاة العاملين في المطعم، ومكونات الطبخ، ومعدات المطبخ إذا لم يتم تشاركها مع شريك اخر، وتكاليف الصيانة والتشغيل مثل فواتير الكهرباء والمياه وتكاليف التكنولوجيا المستخدمة في عملية البيع.
٢. التسهيل من عملية التوسع
نظراً لتكلفة المطعم السحابي المعقولة ، يكون التوسع أسهل مقارنة بالمطعم التقليدي. حيث يمكن البدء في تقديم خدمات الطعام لمناطق جديدة دون التقيد بوجود فروع ومساحة أو الاحتياج إلى رأس مال كبير.
٣. أيضاً هناك مميزات أخرى منها المرونة في تشكيل قائمة الطعام وامتلاك قدرة واسعة على تجربة مفاهيم غذائية مختلفة. بالإضافة إلى توفر قدرة أكبر على تركيز الجهود في إعداد الوجبات بكفاءة وتفاني أكبر وتوصيلها بسرعة إلى العملاء.