يعد التسويق بالمحتوى أقوى وسائل التسويق تأثيراً وأكثرها انتشاراً مقارنة بأنواع التسويق التقليدية. فهو مفهوم قديم في عالم التسويق ولكن تطورت أساليبه.
ما هو التسويق بالمحتوى؟
وهو وسيلة غير مباشرة و استيراتيجية فعالة في مجال التسويق الإلكتروني وتعرف أيضاً ب Content Marketing . تعتمد على المحتوى الرقمي بأشكاله (المكتوب والمرئي والمسموع) في تسويق الخدمات والمنتجات من خلال الانترنت.مما يضمن نجاح الحملات التسويقية وكسب عملاء جدد مما يحقق النجاح للمسوقين. وفي حال تم استخدام المحتوى بطريقة جيدة وعبر القنوات التسويقية المناسبة للمحتوى والعملاء يتحقق الهدف.ومن ناحية أخرى، فالمحتوى يساهم في تحسين نتائج البحث لأصحاب المواقع وهو ما يعرف بالسيو (SEO) حيث أن كل شركة تسعى لظهورها في مقدمة نتائج البحث بشرط أن يكون المحتوى فريد وغير متكرر.
أهمية التسويق بالمحتوى
نظراً للتطور الهائل في الصناعات والخدمات في جميع المجالات، أصبحت المنافسة الشديدة سيدة الموقف . فأصبح من الضروري اللجوء للأفكار الإبداعية للوصول إلى ثقة العملاء المحتملين لتحقيق الهدف من التسويق. من هذا المنطلق، تم اعتماد التسويق من خلال المحتوى كخدمة تسويقية للشركات وخصوصاً في الدول المتقدمة.فهو يعمل على زيادة الوصول المجاني للعملاء المحتملين. وبالتالي إدارة السمعة على الانترنت وعرض الخدمات أو المنتجات وبيان طريقة استخدامها. وكذلك نشر الوعي بالعلامة التجارية من خلال كسب ثقة العملاء المحتملين وبناء علاقات متينة. ومن ناحية اقتصادية، فهو يقوم بالتوفير من التكاليف التسويقة على المدى البعيد وكذلك زيادة نسبة المبيعات.
ما هي أشكال التسويق بالمحتوى؟
نتيجة لتعدد أشكال المحتوى وعدم محدوديتها،طالما يمكن ابتكار أنواع جديدة تستطيع تحقيق النتائج المرجوة ، فقد تعددت أشكال التسويق به . وهي متجددة وغير محدودة وتختلف حسب الهدف من التسويق. وفيما يلي أهم هذه الأشكال وأكثرها فاعلية على سبيل المثال لا الحصر.
أولاً: المقالات (Articles)
وهي من أكثر أنواع المحتوى أهمية وفاعلية في مجال التسويق الإلكتروني. وتعتمد الشركات الكبيرة استيراتيجية المقالات بشكل كبير ويهتم متابعوها بقراءة كل ما هو جديد. حيث يتم نشرها في وسائل التواصل الإجتماعي وكذلك على مواقع الويب الخاصة بالشركات. ويتم من خلالها عرض وإيصال رسالة معينة للعملاء أو إضافة معلومات مفصلة حول موضوع معين دون محاولة بيع أو إعلان عن منتج أوخدمة معينة.
ثانياً: الفيديو ( Video Editing)
وهو من أكثر أنواع المحتويات تطوراً ونجاحاً فهو يساهم في تةصيل الأفكار والمعلومات بشكل أسرع للعملاء المحتملين. يتم من خلالها عرض المشكلة ليشعر العميل بوجود هذه المشكلة ثم عرض الحل الذي يقدمه المنتج أو الخدمة. وقد تكون مقاطع الفيديو إرشادية أو شهادات العملاء حول المنتج أو الخدمة أو مقاطع فيديو تشرح في شكل رسوم متحركة أو صور ارشادية كيفية استخدام المنتج أو حل المشكلة. ويتميز هذا النوع من المحتوى بسهولة توصيل المعلومات وتكلفته القليلة وانتشاره السريع في حال كان الفيديو يستحق ذلك.
ثالثاً: التصاميم (Graphic Design)
ويتم من خلاله تجسيد الفكرة التي يرغب المسوّق في إيصالها عن طريق تصميم بسيط ذو فكرة قوية ومحتوى إبداعي مختصر. ويتسم هذا النوع من المحتوى بسهولة توصيل الفكرة في وقت أقل وكذلك سرعة الانتشار. ويندرج تحت هذا النوع ما يسمى بالانفوجرافيك وهو تصميم يتم من خلاله عرض معلومات عن الشركة أو خدماتها وكذلك الأنشطة والعملاء المتعاملين مع الشركة من خلال تصاميم بسيطة تبرز حجم الشركة ومدى اتساع نشاطها مما يزيد من ثقة الجمهور في الشركة وبالتالي زيادة العملاء المحتملين.
رابعاً : البودكاست (Podcasting)
ويعرف أيضاً بالتدوين الصوتي ويقصد به ملف تسجيل صوتي يناقش موضوع معين وقد يكون سلسلة من التسجيلات المتتالية ومما يجعله مميزا أنه يمكن الاستماع إليها في أي وقت يناسب الجمهور. حيث أغلب الناس يفضلون استغلال الوقت على سبيل المثال أوقات المواصلات وأوقات الإنتظار في شيء مفيد كالاستماع إلى البودكاست. ومن أبرز استخداماته ما يقوم به المؤلفون والكتاب بالحديث عن ما يقومون بكتابته من خلال البودكاست مما يزيد من نسبة المبيعات لمؤلفاتهم والإقبال على لقاءاتهم ودوراتهم.
خامساً: تقارير دراسة الحالة (Case study)
وتقوم الشركة من خلالها بعرض حالة أو تجربة لأحد العملاء تبرهن أن المنتج أو الخدمة هي الأمثل من خلال ما يتم عرضه من نتائج مبهرة. وبالتالي تساهم دراسة الحالة في عملية إقناع العميل بأهمية المنتج أو الخدمة. مما يزيد من نسبة المبيعات وبالتاي تحقيق الأرباح. وتعد هذه الطريقة أنجح من الطرق التقليدية التي يتم من خلالها التواصل مع العميل المحتمل دون التطرق لحالات عملية تروج الخدمات والمنتجات.
وفي الختام, المسوّق الناجح هو الذي يقوم بالتنويع في أشكال المحتوى في إستيراتيجيته التسويقية بما يتناسب مع طبيعة نشاطه. فتنويع المحتوى يؤثر إيجاباً على التسويق من خلال جذب أكبرعدد من العملاء من مختلف الأعمار والفئات ومن كلا الجنسين لتحويلهم إلى عملاء جديين. بمعنى آخر، لكل عميل سماته التي تحدد طريقة تلقيه للمعلومة. وبالتالي طبيعة محتوى مناسبة تختلف من شخص لأخرتوصل المعلومات بشكل أفضل . مما يساهم في زيادة المبيعات مما يساهم في رفع نسبة الأرباح للشركة. ومما لا شك فيه أنه على المسوق أن يأخد بعين الاعتبار جودة المحتوى واحتواءه على معلومات قيمة وملامسته للجانب العاطفي للعملاء.