أصبح التسويق الداخلي نهجاً تتبعه الشركات نظراً للتطورات التي غيرت طريقة إكتشاف الأفراد للشركات. سنتعرف في مقالنا على التسويق الداخلي ومفهومه وأهميته. في العصر الحالي، تتوجه الشركات لاتباع سياسة بناء العلاقات الدائمة والهادفة مع العملاء المحتملين والفعليين . وذلك من أجل تمكينهم من الوصول إلى أهدافهم وحل مشكلاتهم من خلال الخدمات والمنتجات التي تقدمها هذه الشركات. فنجاح العملاء ورضاهم يعمل على بناء الثقة المتبادلة بين الشركات والأفراد. وهذا يعزز من نجاح الشركة في تحقيق أهدافها. ولتحقيق ذلك، لا بد من إتباع منهجية لجذب العملاء للشركات ومنتجاتها. وهذه المنهجية تتلخص في أسلوب التسويق الداخلي Inbound Marketing. فماذا يقصد بهذا المصطلح؟ وما هي أهميته؟
مفهوم التسويق الداخلي Inbound Marketing
وأهم ما يعرف به أنه التسويق بالجذب. وهو منهجية عمل تقوم على مبدأ تواصل الشركات مع العملاء من خلال المحتوى الجذاب والذي يضيف قيمة فعلية لمعلوماتهم.ويلبي إحتياجاتهم وكذلك يحل مشكلاتهم من أجل الإهتمام بما تقدمه العلامة التجارية . وبالتالي، جذبهم بشكل غير مباشر للتواصل مع الشركة للإستفادة من خدمات ومنتجات الشركة. مما يحقق أهداف الشركة التسويقية كزيادة الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات وتحقيق الأرباح.
أهمية التسويق الداخلي
انتشر أسلوب التسويق الداخلي نتيجة لعدم تفاعل المستهلكين مع طرق التسويق التقليدي “الخارجي” أو Outbound Marketing . وكذلك بسبب إهمالهم للإعلانات التقليدية على التلفاز والجرائد وحملات البريد الإلكتروني التي تعرض المحتوى التسويقي بشكل تقليدي ومباشر. وبعد انتشار وسائل التواصل الحديثة المختلفة، اتجه المستهلكون نحو المحتوى الجذاب الذي يتم نشره على وسائل التواصل الإجتماعي والمدونات على سبيل المثال. كما وأصبحوا يتفاعلون مع المحتوى ويشاركونه مع الأصدقاء. وتكمن أهمية التسويق بالجذب في عدة نقاط والتي من أهمها:
- التكلفة المادية القليلة مقارنة بالتسويق التقليدي ” التسويق الخارجي“. فأنت لا تحتاج إلى إعلانات ويافطات مطبوعة ولا تحتاج لنسخها وتوزيعها. فكل ما تحتاجه حسابات مجانية على منصات التواصل الإجتماعي أو مدونة أو موقع إلكتروني بتكلفة منخفضة وذلك للتواصل مع جمهورك من خلال المحتوى الجذاب لعرض خدماتك ومنتجاتك ورسائلك التسويقية.
- سهولة الوصول للفئة المستهدفة . فيمكنك تحديد جمهورك من العملاء المحتملين وكذلك العملاء الفعليين من خلال ملاحظة سلوكهم ومعرفة توجهاتهم وتفاعلهم. ومن خلال المحتوى الجذاب، يمكنك جذب عدد أكبر من العملاء .
- تعزيز العلاقة مع العملاء وبناء ثقة متبادلة. فعند تواصل الشركة مع عملائها ومعرفة آراءهم وردود أفعالهم حول خدماتها أو منتجاتها، تقوم الشركة بتعزيز علاقتها مع العملاء. وكذلك يمكن تطوير الخدمات والمنتجات لتنال رضا العملاء.فيجب أن يكون التواصل مع العملاء بشكل فعال ومستمر لبناء علاقة قوية مستمرة.
- القدرة على قياس النتائج التي تتعلق بالزوار والمتابعين للعلامة التجارية عبر حساباتك على منصات التواصل الإجتماعي أو موقعك الإلكتروني. وهذا أمر صعب في التسويق التقليدي حيث لا يمكنك إحصاء من شاهد أو تفاعل مع إعلانات أو مطبوعاتك أو اللافتات التي قمت بتعليقها.
- إمكانية التعديل والتغيير والتحديث على المحتوى بكل سهولة على حساباتك أو موقعك الإلكتروني. وهذا غير متاح في التسويق التقليدي الذي تضطر فيه إلى إعادة طباعة المنشورات والمطبوعات واللافتات.
- زيادة الوعي بالعلامة التجارية وذلك من خلال المحتوى الذي تقدمه الشركات. فإذا كان المحتوى جذاباً ويضيف قيمة جديدة سيتفاعل معه الجمهور ويشاركونه مع الأصدقاء. وبالتالي، سيكون إنتشاره أسرع لعدد أكبر من الجمهور وبالتالي تتحقق زيادة الوعي بالعلامة التجارية.
- تحقيق المزيد من المبيعات وذلك بسبب زيادة عدد العملاء الذين ينجذبون لما تقدمه الشركات. فأصبح العملاء هم من يبحثون عن الشركة وليست الشركة هي التي تبحث عنهم. فيتجه العملاء للإستفادة من خدمات ومنتجات الشركة بشرائها وهذا يحقق زيادة في نسبة المبيعات للشركة.